مفهوم الرؤيا

مفهوم الرؤيا وبيان حقيقتها من القرءآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم المرسلين , وآله وصحبه اجمعين , وبعد


أن من المعلوم الآن أن الرؤيا تقع لأول عابر أو مفسر احلام , وأن هذه مفهوم خاطىء أنتشر بين
الناس , وأني أحب أن أبين لكم بعض ما رزقني الله من علم من كتابه الكريم , أن نبي الله يوسف

رزقه الله علم التأويل , فهو عالم بتأويل الرؤى , وانه عندما دخل السجن اتاه رجلان كل منهما قد
رئى في منامه رؤيا , فقصوها على يوسف بيغية أن يعرفو تأويلها , فقال احدهما مفصحا عما رآه
{ قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا } وقال الرجل الآخر مبينا عن رؤياه فقال : { وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه } ثم أنهم طلبو من يوسف تأويلها فنصحم يوسف

ووعضهم ثم فسر لهم رؤياهم بأيجاز : { يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقيربه خمرا وأما الآخرفيصلب فتأكل الطير من رأسه } ثم بعد ذلك قال : { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان }
وهذا هو الشاهد في الموضوع , ومعناه . أن رؤياكم هذه التي أنتم الآن قد طلبتم مني أن أفسرها لكم , هي أمر قد قضاه الله لكما . وهذه عين اليقين أن الرؤيا في الحقيقة هي قضاء



يقضيه الله للعبد ومن رحمته انه يريه العبد على رموز وأشياء يفهمها العبد ويعرف معناها , سواء
أن كانت واضحه وبينه أو عن طريق معبر , وبعد ذلك تقع على وجهها الصحيح وفي الحديث طويل
عن الله تبارك وتعالى يقول :{ إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد } صحيح مسلم . ويفهم أن القضاء لا يرد , والرؤيا كما هو واضح في هذه الآية :{ قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } أنها
قضاء . ومن المعلوم أن الله تبارك وتعالى إذا قضى أمر فأنه يكون , وأيضا يكون على مراد الله
لا على مراد خلقه , وأنما هاؤلاء المفسرون والمأولون للرؤى هم فقط يوضحون لناس ماقضاه

الله لهم , عن طريق الرؤيا ومعرفة طرقها ورموزها , فمنهم من يصيب ومنهم من يخطىء ولاكن
كما أخبرت أن الرؤيا قضاء مسبق يريه الله للعبد في منامه , فتقع على مراد الله لا على مراد
خلقه وأنما هم فقط يحاولون أن يكتشفو ما هذا القضاء الذي قضي لهم وهذا الأمر الذي سينزل
بهم , فمنهم من يعرف ومن من يخطى والحقيقة أنها تقع على وجهها الصحيح ولو فسرت ألف


مرة على وجوه مختلفه , لا تقع إلى على مرادها الصحيح , وأنها لابد أن تقع لأنها قضاء كما
اسلفت والقضاء كما في الحديث لايرد . وهناك أحاديث على أن الرؤى تقع لأول عابر وأنها تخالف
ما أقول فاأقول أن الصحابه والسلف الصالح كانو يتأكدون من صحة الحديث ومن رجاله وهم زمنهم
زمن صالح والناس كانو ذوي دين وإيمان فكيف الآن وفي هذا الزمن قد تكون والله العالم أنها


لم يرويها النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وأمنا روية عنه دجلا وبهتانا , هذا فما كان من صواب
فمن الله ومن كان من خطى فمن نفسي والشيطان والله اعلم وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه اجمعين